الإدارة الاستراتيجية وأثرها على كفاءة وفعالية الأداء

تعمل الإدارة الاستراتيجية الجيدة على تحسين الأداء التنظيمي في كافة أنحاء المنشأة عن طريق تطبيق الادارة الاستراتيجية بشكل جيد حيث يتم توجيه التخطيط الاستراتيجي نحو أهداف المنظمة وخططها ويتم تحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها لتحقيقها، إذا تم تنفيذ هذه الإجراءات بشكل صحيح، فمن المتوقع أن يتحسن أداء المنشأة ومع ذلك، إذا لم تفي استراتيجيتك بالمعايير اللازمة لتحسين الأداء، فينبغي إعادة النظر في الخطط وإعادة ترتيبها لتتناسب مع طبيعة عملك، وهنا تكمن أهمية الإدارة الاستراتيجية.

ما هي الإدارة الاستراتيجية؟

تُعرّف الإدارة الاستراتيجية على أنها مجموعة القرارات والتصرفات والأنشطة الخاصة التي يتم استخدامها لتنسيق مواردها وتخصيصها لتحقيق أهداف المنشأة.

تحدد الخطة الاستراتيجية للشركة الأهداف والمعايير؛ بينما تحدد الإدارة الاستراتيجية كيفية تلبية المعايير. على سبيل المثال ، إذا كانت خطتك للعام المقبل تتطلب زيادة كبيرة في المبيعات، فكيف ستفعل ذلك؟ إضافة موظفين جدد لقسم المبيعات؟ أم بتحديد حصص أعلى للموظفين الحاليين؟ تقديم حوافز جديدة للعملاء؟ كل هذه يمكن أن تكون جزءًا من خطتك الاستراتيجية.

 

هناك الكثير من الأُطر والأنظمة المختلفة لتطوير وتنفيذ خطتك الاستراتيجية بحيث أن أي نظام يمكنك استخدامه بنجاح هو نظام جيد لمنشأتك. تشترك معظم أنظمة الإدارة الاستراتيجية في عدة مراحل مشتركة وهي:

تحليل وضعك الحالي

تطوير استراتيجية لتحسين الأداء

تقسيم الاستراتيجية إلى خطوات تشغيلية وإجرائية أصغر

تقييم أدائك بعد إطلاق الاستراتيجية

بينما تتضمن الإدارة الاستراتيجية التخطيط الاستراتيجي، لكنهما ليسا نفس الشيء. حيث إن الخطة الاستراتيجية تحقق هدفًا عندما تحقق الهدف يتم تنفيذ الخطة بينما الإدارة الاستراتيجية هي عملية مستمرة يحدد اتجاه المنظمة ويخطط باستمرار ويراقب ويختبر الأداء التنظيمي.

وهنا يجب ملاحظة الاختلاف بين الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي، حيث ينصب التركيز في التخطيط الاستراتيجي على تحديد الأهداف ووضع الخطط اللازمة لتحقيقها، بينما تشمل الإدارة الاستراتيجية عملية مستمرة لتحديد وتنفيذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف المنشأة وتحسين أدائها. وبالتالي، يتم تنفيذ الخطط الاستراتيجية عندما يتم تحقيق الأهداف المحددة، بينما تستمر الإدارة الاستراتيجية في تحديد اتجاه المنشأة وتخطيطه باستمرار لتحقيق أهدافها بفاعلية وكفاءة من خلال مراقبة وتقييم أدائها التنظيمي.

 

 

ما هو الأداء التنظيمي؟

يمكن القول أنه لا يوجد تعريف محدد بدقة  للأداء التنظيمي لإمكانية قيسه من عدة جهاتمختلفة. تتمثل إحدى الطرق البسيطة لتعريفها في الأداء الاقتصادي الذي يتم قياسه بالمقاييس المالية مثل إيرادات المبيعات والأرباح والعائد على الاستثمار. والآخر هو الأداء التشغيلي، والذي يستخدم مقاييس مثل رضا العملاء والولاء ورأس المال الاجتماعي والقدرة التنافسية.

لكل منشأة أسبابها المختلفة لقياس الأداء وتختلف باختلاف المقاييس التي تناسب احتياجاتك. فهل تحاول أن تُظهر للمستثمرين مدى جودة إدارتك لأموالهم؟ تحديد نقاط القوة والضعف لتشكيل قرارات الإدارة الخاصة بك؟ ترسيخ علامتك التجارية في السوق وبين المنافسين؟

يمكننا القول أنه لا توجد طريقة واحدة مثالية لقياس الأداء. الطريقة الأكثر فائدة هي الطريقة التي تناسبك يمكنك الحكم على الأداء من خلال النمو، وما إذا كنت تتكيف جيدًا مع بيئتك الحالية، ومدى تلبية احتياجات المستثمرين وأصحاب المصلحة الآخرين.

 

الإدارة الاستراتيجية ودورها في كفاءة وفعالية الأداء

يمكن أن تظهر المقاييس أن أدائك التنظيمي عالٍ جدًا لكن المفاجأة بأن هذا الأداء ليس شرطًا ثابتًا دائمًا للنجاح وذلك تبعًا لأن بيئة الأعمال ليست ثابتة أبدًا؛ يمكن بأي لحظة أن يدخل المنافسون الجدد اللعبة، وتصبح المنتجات القديمة غير مناسبة للوضع الراهن ويمكن للاقتصاد أن يتحول من حولك. لذلك فإن الإدارة الاستراتيجية هي وسيلة لتحقيق ذروة الأداء، سنة بعد سنة.

أهمية الإدارة الاستراتيجية ودورها في كفاءة وفعالية الأداء:

1 -تجعل المديرين أكثر استجابة ووعياً لما يدور في البيئة الداخلية والخارجية مما يساعد في التحسينات الإيجابية الدائمة.

2 -تساعد في تنمية وتطوير”عادات التفكير في المستقبل.

3 -تدعم دقة التنبؤ بنتائج الخطط الاستراتيجية.

4 -التميز في الأداء المالي وتطوير وتحسين الأداء الكلى للمنظمة على المدى الطويل.

5 -توحيد وتنسيق جميع الجهود في الإدارات نحو أهداف وغايات موحدة.

6 -توفير فرص مشاركة جميع المستويات الإدارية في العمليات وتقليل المقاومة التي قد تحدث عند القيام بتنفيذ أي برنامج للتغيير.

7 -تحديد توجهات المستقبل … إلى أين توجه المنشأة.

8 -تساعد في تحديد الفرص المستقبلية وتوفع المشكلات المتوقعة.

 

هل المنشأة مستعدة للإدارة الاستراتيجية؟

جهوزية المنشأة للإدارة الاستراتيجية أحد الأمور الرئيسية التي يجب التفكير فيها قبل البدء في وضع الاستراتيجيات، ويمكن قياس الجهوزية من خلال ما يلي:

1 -توفر مناخ مشجع في المنشأة  للبدء في جهود التخطيط الاستراتيجي، مثل وجود مديرين ذوي خبرة وتوافر معلومات متكاملة عن البيئة واستعداد المديرين لتخصيص وقت إضافي للتخطيط الاستراتيجي المدروس.

2 -وجود حماس كامل من قبل رئيس مجلس الإدارة وكافة الأعضاء لبذل الجهد في هذا المجال ويجب أن يقترن هذا الحماس بمعرفة جيدة بعملية التخطيط الاستراتيجي وفهم كامل لدور كل شخص معني.

3 -وجود الجهود التعريفية والتدريبية التي ستكون المنشأة بحاجتها بغرض فهم الإدارة الاستراتيجية عند تطبيقها لأول مرة.

4- مشاركة كل الأطراف المستفيدة مثل العملاء والموردين والعاملين وأصحاب الأسهم وغيرهم .

5- التعاقد مع خبراء واستشاريين متخصصين في عملية الادارة الاستراتيجية وإجراء البحوث وجمع المعلومات وتزويد الشركة بتقارير عن الصناعة وآخر الاتجاهات العالمية.

 

الإدارة الاستراتيجية هي العملية التي تقوم الإدارة العليا من خلالها بتحديد التوجيهات طويلة الأجل، وكذا الأداء من خلال التصميم الدقيق في التنفيذ المناسب والتقييم المستمر للاستراتيجية الموضوعة.  تعتمد الإدارة الاستراتيجية على مراعاة كافة العوامل التي تؤثر على البيئة الداخلية والخارجية للمنشأة والتكيف مع هذه العوامل البيئية المتغيرة من أجل تحقيق أفضل النتائج الممكنة.

 

إن الهدف الرئيسي من الادارة الاستراتيجية هو تحقيق التفوق التنافسي وتقليل تأثير المنافسين على حصة المنشأة في السوق، وبناء مركز تنافسي قوي للمنشأة وزيادة قيمتها من وجهة نظر العملاء والمساهمين والمجتمع بأكمله، وتحقيق ذلك يتوقف على زيادة الأداء العام والكفاءة، وهذا يستند إلى وجود إدارة استراتيجية واضحة الرؤية المستقبلية وقادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية دقيقة، والتي تستدعي توقع الأحداث المستقبلية والتنبؤ بمجريات الأمور والاستعداد لها، وهكذا، تسمح الإدارة الاستراتيجية للمنشأة بالاستعداد المسبق للمستقبل، والتأثير في مختلف الأنشطة، وبالتالي في ممارسة السيطرة علي مستقبلها الخاص.

 

في حال رغبتك بطلب المساعدة في ما يخص تقييم الإدارة الاستراتيجية في منشأتك وزيادة ربطها بكفاءة الأداء لا تتردد بالتواصل مع سينكسيل الخبير الاستشاري الأول في المجال!