“تنشأ قوة الفريق من كل فرد فيه، وتنشأ قوة كل فرد من الفريق” فيل جاكسون
يُعدُّ تحسين أداء الفريق أمرًا لا غنى عنه؛ لضمان التميز، فالقدرة على استخراج الأفضل من الذات ومن الآخرين؛ يعد إحدى الصفات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها القادة، ممن يسعون إلى بناء فرق عمل ناجحة. ووفقًا لدراسة أجرتها (شركة الاستشارات ديلويت)؛ فإن المنشآت الحديثة تتحوّل بشكل ملحوظ من الهياكل التقليدية الهرمية إلى هياكل أُخرى تعتمد على الفرق؛ بهدف زيادة الرشاقة وتعزيز الكفاءة، ومن بين الشركات التي خضعت لهذه الانتقالات؛ أفادت 53% منها بتحقيق زيادة ملحوظة في أداء الفريق
وتوافقًا مع هذه الاتجاهات؛ تزداد الحاجة إلى قادة ومديرين يمكنهم تعزيز التعاون بين الأقسام داخل منشآتهم، وتوجيه زملائهم بطريقة تناسب الشخصيات المختلفة في الفرق؛ وبالتالي إخراج أفضل ما يمكن من كل عضو.
وإذا كنت تسعى إلى تمكين موظفيك، وتعزيز أدائهم لكشف إمكاناتهم الكامنة، وتعزيز نجاح منشأتك؛ فتابع قراءة هذا المقال.
بداية، ما المقصود بإدارة أداء الفريق؟
المقصود بها عملية تهدف إلى تحسين أداء الفريق، وتشمل عدة جوانب مثل: تقسيم الأفراد إلى مجموعات، وإجراء عمليات تقييم دورية، وتحديد الأهداف قصيرة المدى وكذلك طويلة المدى. ويشمل مفهوم إدارة أداء الفريق أيضًا: تقديم التوجيه والدعم اللازم للأفراد؛ لضمان تحقيق الأهداف. وعند تحقيق الفريق للأداء المطلوب أو تفوّقه، يتخذ قائد الفريق خطوات إيجابية مثل: تقديم المكافآت المناسبة، وتوفير التدريبات والأدوات التعليمية الملائمة؛ لتشجيع الاستمرارية في التطوير. وتهدف إدارة أداء الفريق إلى ضمان تعاون جميع الأعضاء بفعالية وتحقيق النتائج المرجوة، وتطوير إعدادات وتمارين قياسية وقابلة للتكرار؛ تُسهم في نجاح الفريق.
لماذا إدارة أداء الفريق مهمة؟
تُعدُّ إدارة أداء الفريق مهمة للمكتسبات والنتائج الآتية:
كيفية تحسين أداء الفريق
يتحسَّن أداء فريق العمل من خلال:
1.التفويض: للاعتماد على فريق كُفؤ؛ يجب عليك أن تعرف كيف تفوّض المهام، من خلال إعطاء أعضاء الفريق مشاريع ومسؤوليات تُمكّنهم من الشعور بالانخراط والتقدير.
وعند التفويض، استغل نقاط قوة كل شخص، وتأكد أن لديهم المعرفة والموارد اللازمة لإكمال المهام المسندة إليهم، وكن على استعداد للسماح لهم بالفشل أيضًا.
2.مشاركة القرارات معًا: يمكن أن تؤدي دعوة أعضاء الفريق للمشاركة في اتخاذ القرار إلى حلول مبتكرة؛ قد لا تكون قادرًا على الوصول إليها بمفردك.
ومن خلال تشجيع النقاش والنظر في وجهات النظر المتنوّعة؛ يمكنك إيجاد حلول أكثر إبداعًا، ومساعدة فريقك على اتخاذ قرارات أفضل، وضمان أن الجميع يسعى نحو هدف مشترك.
3.عدم التحكُّم: تُعدّ أكبر الأخطاء التي يرتكبها المديرون؛ التركيز على التفاصيل الدقيقة، والتحكّم الـمُفرط في الموظفين.
وتُشير الأبحاث إلى أن التحكّم الدقيق؛ يعدُّ أحد الأسباب الرئيسة التي يستقيل لأجلها الموظفون، ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية، وارتفاع معدل الانتقال، وانخفاض الإنتاجية. ولتجنّب التحكّم الدقيق، يمكنك تخصيص المزيد من الوقت للتركيز على الأهداف التنظيمية الكبيرة، وغرس الثقة بين أعضاء فريقك.
4.التواصل الفعّال: التواصل أمرٌ بالغ الأهمية لأداء الفريق، ويمكن أن يؤدي التواصل السيئ إلى مجموعة من النتائج السلبية، منها: التأخير أو فشل إكمال المشاريع، وزيادة مستويات التوتر، وفقدان المبيعات؛ ولذلك عند التواصل مع موظفيك، كن عاطفيّا واستمع بنشاط إلى أفكارهم ومخاوفهم. وهذا النهج في التواصل مع الفريق لن يخلق ديناميكية أكثر انفتاحًا وتعاونًا فحسب؛ بل سيزيد من مهارات الذكاء العاطفي لديك أيضًا.
5.تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق: تحديد أهداف واقعية ضروري لنجاح الفريق، كما أنها خطوة مهمة في العمليات الإدارية، مثل: تنفيذ الإستراتيجية.
وتُظهر الأبحاث التي قامت بها شركة Google أن إحدى سمات الإدارة الجيدة؛ تتمثّل في وجود رؤية واضحة وإستراتيجية للفريق، وعند تحديد أهداف فريقك؛ حدّد أهدافًا محددة للعمل عليها، ثمّ أنشئ خطة للمهام الصغيرة التي يجب القيام بها لتحقيقها.
6.دعم التطوير المهني: تشجيع موظفيك على مواصلة تعليمهم؛ يمكن أن يكون مفيدًا لمنشأتك، وقد كشفت LinkedIn أن 69٪ من المحترفين في مجال التطوير والمواهب يستفيدون من دعم المديرين والقادة في تعزيز المبادرات التعليمية، وأن 75٪ من الموظفين سيحضرون دورة اقترحها مديرهم.
ويُعدّ ُهذا بديلًا عن البرامج التي تُعقد في قاعات الدروس التقليدية؛ مما يُمكّن الموظفين من توسيع معرفتهم، بينما يتعاملون مع متطلّبات وظائفهم بدوام كامل.
7.كن مثالًا للموظفين: عندما تواجه تحديات العمل؛ فكن مثالًا يُحتذى به من خلال الحفاظ على الهدوء تحت الضغط، وتصرّف بالطريقة التي تتمنّى أن يتصرّف بها أعضاء فريقك. فكّر بهدوء، وتحدّث مع الجميع، وننصحك بالتمتّع بالذكاء العاطفي مع أفراد فريقك.
ما مؤشرات الأداء الرئيسة (KPIs)؟
مقاييس تُستخدم لقياس أداء الفريق أو المنشأة في تحقيق أهدافها الإستراتيجية. وتُعدّ (KPIs) مهمة جدًّا؛ لأنها تساعد الفرق والمديرين على فهم مدى تقدّمهم نحو أهدافهم، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. وتتنوّع مؤشرات الأداء الرئيسة بشكل كبير حسب نوع الفريق أو الصناعة، وتشمل عادة: معدلات الإنتاجية، وجودة الـمُنتج، ورضا العملاء، والمبيعات، والأرباح، والتكاليف، وغيرها.
دور مؤشرات الأداء الرئيسة في تحسين أداء الفريق يتمثّل في:
وفي الختام؛ يظهر من خلال هذا المقال أن تحسين أداء الفريق يُمثّل جزءًا أساسيًّا من رحلة النجاح في أي منشأة، وأن قدرتك على استخلاص الأفضل من ذاتك ومن زملائك؛ هي العنصر الرئيس الذي يحتاجه كل قائد يسعى إلى بناء فرق عمل متميزة.
لا تتردد في تطبيق هذه النصائح والتوجيهات في سير عملك، وكن على ثقة أنك بذلك ستبني فريق عمل قويًّا ومتميزًا يُسهم بشكل فعّال في تحقيق أهدافك والنجاح في تحدّيات السوق الحالية والمستقبلية.
وفي حال رغبتك ببعض الاستشارات الإدارية الخاصة بتحسين أداء الفريق، أو معرفة المزيد عن تقييم نضج إدارة الأداء (KPIs)؛ فلا تتردد في التواصل مع سينكسيل.
.