تأثير إدارة الجودة في أداء المنشآت

إدارة الجودة | سينكسيل للاستشارات الادارية

في عالم الأعمال المعاصر و في ظل التفوق التنافسي الهائل الذي تشهده الأسواق التجارية حالياً كان لا بد من توفر عنصر أساسي يساهم في نجاح المنشآت على مختلف الأصعدة عبر جسر الثقافة الشامل و المتكامل الذي يتجه نحو المزيد من التقدم و التطور والتحسين على مستوى المنشأة بما فيها الموظفين و العملاء لتحقيق أكبر قدر ممكن من الكمال في تقديم الأعمال وهذا العنصر الاساسي : إدارة الجودة.

مفهوم إدارة الجودة 

إدارة الجودة ليس مجرد مفهوم تقني فقط بل يمتد إلى أن يكون خطوة و ثقافة منهجية لا حدود لها، فهو لا يقتصر على تلبية احتياجات العميل أو تقديم المنتج الجيد أو حتى أداء الخدمة بالشكل المناسب بل يتعدى ذلك إلى عدم التوقف عن الاهتمام بكافة تفاصيل المنتج أو الخدمة المقدمة من قبل المنشأة و تحقيق التغيير الإيجابي الذي يمكن أن يؤثر على فلسفة العمل بكل ما هو حقيقي و ملموس.

وفي هذا المقال سنكتشف كيف يمكن لإدارة الجودة أن تكون شريك حيوي يسهم في تحقيق أهداف المنشأة بشكل عام والوصول إلى أكبر درجات من الرضا للعملاء بشكل خاص.

إدارة الجودة وعلاقتها بأطراف المنشأة

أنت تتساءل الآن هل يمكن إدارة منشأتي بالشكل الذي يتوافق مع أهدافي و جميع أطرافي؟ 

ببساطة تحرص إدارة الجودة على تحقيق أهدافك و طموحاتك ولكن في ظل سبل الأمان مع مراعاة الأطراف الثلاثة للمنشأة (المنشأة نفسها، الموظفين، العملاء المستهدفين) بالإضافة إلى أخذ رؤية الشركة المستقبلية في عين الاعتبار. فيما يلي سيتم ذكر الأطراف الثلاثة للمنشأة وعلاقتها بإدارة الجودة:

  • مستوى المنشأة: 

تسمح إدارة الجودة بحماية العلامة التجارية من المسائلات القانونية التي يمكن أن تتعرض لها المنشأة في حال حدوث خطأ غير مقصود وتحقيق الثبات والاستقرار رغم تقلبات السوق التجاري ومواكبة كل ما هو جديد واستغلاله لصالح مستقبل المنشأة.

  • مستوى الموظفين:

تلزم إدارة الجودة الموظفين بثقافة الشركة و اتباع أسلوب مهني معتمد على قوانين المنشأة والتحقق من مدى امتثالهم لكافة الأوامر و التعليمات الموجهة لهم.

  • مستوى العملاء المستهدفين:

تساعد إدارة الجودة في إشباع درجات الرضا للعملاء و تقديم ما يفوق توقعاتهم ضمن الحماية و المعايير القانونية المحلية و الدولية التي يجب أخذها في عين الاعتبار.

كل هذا يساعد في إدارة الحاضر بالشكل الأمثل وإدارة المستقبل بالتخطيط الجيد الذي يراعي التطورات المفاجئة التي يمكن أن تطرأ على أي من أطراف المنشأة.

كيف يمكن تطبيق مبادئ ادارة الجودة داخل المنشآت؟

تطبيق مبادئ إدارة الجودة يتطلب عملية مخطط لها ومفصلة بحيث يتم تحقيق الأهداف المرجوة بشكل كامل وفعال والوصول إلى نتائج حقيقية يمكنها أن تحدث تغيير جذري على جميع نواحي المنشأة.

بعد قراءتك للفقرة السابقة أنت بالفعل تفكر الآن كيف يمكن تطبيق تلك المبادئ بالشكل الناجح والصحيح.

إليك كيف يمكن تحقيق ذلك:

  1. العميل أولاً:

لا بد من وضع العميل في مركز اهتمامك للوصول به إلى أعلى مستوى من الرضا وتلبية جميع احتياجاته المتجددة.

  1. الامتثال للقيادة:

حرص القيادة العليا في المنشأة على تكريس جهودها نحو تحقيق الأهداف و الرؤية المستقبلية عبر دعمها لإدارة الجودة بالشكل الصحيح.

  1. تفعيل المشاركة بين مختلف الأطراف:

جمع الأفكار من أطراف مختلفة يساعد في الوصول إلى كل ما يصب في مصلحتهم ومصلحة المنشأة.

  1. التحسين والتطوير:

التحسين المستمر لما هو متوفر والتطوير الدائم نحو ما هو جديد وحديث.

  1. استخدام أدوات تقنية:

تحتاج إدارة الجودة إلى أدوات تحليلية وقياسية لاتخاذ الإجراء اللازم تجاه أي عملية تتم داخل أو خارج المنشأة.

  1. مدى تطبيق الشهادات المعتمدة:

ضمان التوافق مع معايير الجودة المعترف بها دولياً في مجال المنشأة.

  1. الاستجابة لردات الفعل الخارجية تجاه المنشأة:

التفاعل مع انطباعات العملاء تجاه المنشأة وحل المشاكل التي من الممكن أن تؤثر بشكل سلبي عليها.

  1. تقييم المكاسب النهائية:

تقديم تقارير دورية بالنتائج الفورية والآثار النهائية من تطبيق هذا النوع من الإدارة داخل المنشأة.

  1. تحديث استراتيجية الجودة:

بناء على التحسينات المتجددة والتطورات المتغيرة كان لا بد من تحديث استراتيجية الجودة بالشكل الذي يواكب العالم الحديث.

تأثير إدارة الجودة على نواحي المنشأة

لا تنسى بأن تحقيق أهداف منشأتك مرهون بتحقيق أعلى قدر من الجودة وبأكثر ربح وبأقل الخسائر الممكنة دون أن يمس بوضع المنشأة في سوق العمل ولذلك كل خطوة تتم إداراتها من قبلك يجب أن تكون مدروسة جيداً ومخطط لها بالكامل لأن تغييراً بسيطاً يمكن أن يؤثر بالشكل الإيجابي أو حتى السلبي على أداء منشاتك.

فيمكن تلخيص تأثير الجودة على ثلاث مستويات وهي:

  • أولاً: أداء المنشأة
  1. تحسين العمليات الداخلية عبر التركيز على زيادة كفاءتها وتقليل الفاقد منها مع زيادة نسبة الربح والإنتاج.
  2. تقليل حدوث المشكلات وتجنب الوقوع في الأخطاء قدر الإمكان.
  3. تطوير استراتيجيات جديدة من شأنها أن تستغل الفرص المتغيرة في سوق العمل.
  4. دعم السمعة وتعزيز الموثوقية يساعد على النمو السريع.
  • ثانياً: كفاءة العمليات
  1. تسهيل تدفق العمليات داخل المنشأة وتقيل حدوث فرص التكرار والتأخير.
  2. تلبية احتياجات السوق بكفاءة أكبر وإنتاجية أعلى.
  3. زيادة نسبة الربحية وتقليل التكاليف الزائدة في ظل الظروف التنافسية.
  • ثالثاً: رضا العملاء 
  1. الحرص على تقديم قيمة إضافية بجانب التحسين المستمر على جودة المنتج أو الخدمة.
  2. تلبية احتياجات العملاء وتقديم ما يفوق توقعاتهم.
  3. الحفاظ على العلاقات الدائمة والمحاولة في زيادة الولاء لدى العملاء.

كل هذا يساعد في تحقيق النجاح والاستدامة داخل وخارج المنشأة على المدى البعيد خصوصاً في سوق العمل.

في نهاية المقال نستطيع أن نقول بثقة بأن تطبيق مبادئ إدارة الجودة يمثل عملية حيوية وسبيل استثنائي لنجاح المؤسسات. فعندما يكون هناك تحسين مستدام في جميع جوانب العمل، بدءاً من كفاءة العمليات إلى رضا العملاء وزيادة القدرة على المنافسة في سوق متغير ومتجدد باستمرار تستطيع المنشأة أن تنافس بكل قوة على الساحة التجارية. 

فإدارة الجودة ليست مجرد إجراءات، بل هي ثقافة تمتد عبر كل طبقات المنشأة وتحدد مصيرها وتضعها على حافة الطريق، فهي بمثابة استثمار قوي يمكن استغلاله بكافة الطرق التي من شأنها أن تجعل إمكانيات النجاح لا حدود لها وأن تحقيق أفضل أداء ممكن في عالم الأعمال هي رحلة مستمرة لا تتوقف.

لذلك ستكون سينكسيل شريكاً قوياً لك تقف لدعم مسار إدارة الجودة وتحسين أداء منشأتك بشكل استثنائي باعتمادها لأحدث تقنيات الجودة والخبرة المتخصصة في هذا المجال لتحقيق أقصى إمكانيات منشأتك وضمان استدامة نجاحها على المدى القريب والبعيد في آنٍ واحد.